الحمدلله
رب العالمين و به نستعين وعلى أمورالدنيا و الدين والصلاة و السلام على أشرف
الأنبياء و المرسلين وعلى أله و صحبه أجمعين, قل الحمد لله الذى لم يتخد ولدا و لم
يكن له شريك فى الملك و لم يكن له و لي من الذلّ فكبره تكبيرا, أما بعد .
الحمدلله
،بعد بذل القوّة العقلية والقوّة الباطنية لقد قدرنا على اتمام هذه الواجبة في
موضوع" مذهب المرجئة وأراؤهم الكلامية". لكمال الواجبة من دروس
"علم الكلام " .و فى هذا البحث أردنا أن نتكلم عن آراء مذهب المرجئة.
قول
الله تعالى فى القرآن الكريم:( قالوا أرجه و أخاه و بعث فى المدائن حاشرين ) [1]و
قال ( و آ خرون مرجون لأمر الله أما يعذبهم و أما يتوب عليهم والله عليم حكيم )[2]
يبدو
أن هذه المدرسة سميت بهذه التسمية لأن المئسسين لها يرجئون أى يؤخرون العمل على
النية فى الرتبة و الاعتقاد. فالارجاء هو التأجيل و التأخير.
و
قد تكون هذه التسمية راجعة لأنهم يعتقدون أنه لاتضرّ مع الايمان معصية , كما لا
تنفع مع الكفر طاعة .و قالوا: أن الله قد أرجأ تعذيبهم عن المعاصى أى أخره عنهم.
كذالك يذكرون أن الايمان قول بلا عمل, للأنهم يقدمون القول و يؤخرون العمل .
و
يطلق الارجاء على معنيين : أحدهما بمعنى : التأخير, كما فى قوله تعالى:
(أرجه
و أخاه)الشعراء :(36) أى : أمهله و أخره. والثانى : اعطاع الرجاء.
و
قد أطلق على المجبرة مرجئة وعدوها جناحا من أجنحتها. لأن الجبريين يؤخرون (يرجئون)
أمر لله, ويرتكبون الكبائر, مرجئين الحكم فيها الى يوم القيامة. و فى حديث شيعى
أنه سميت العامة مرجئة لأنهم زعموا أن الله قد أخر نصب الامام , ليكون نصبه
باختيار الأمة بعد النبى (راجع : مجمع البحرين. مادة : رجا. عن جوا د مشكور)
و
لقد عبر (عبد القاهر البغدادى) عن هذه المعانى السابقة لكلمة (مرجئة) حينما ذهب الى
أن هذه القرية ثلاثة أصناف (المقصود المعانى الثلاثة لكلمة المرجئة و دلالتها)[3]
1-
فهناك من يقول بلارجاء فى اليمان و فى القضاء و القدر. و يذكر من هذا الصنف غيلانى
و أبا شمر و محمد بن شبيب المصرى.
2-
وهناك صنف ثان من المرجئة, أولئك الذين نادوا بالجبر فى الأعمال كما هو الحال
بالنسبة لمذهب جهم بن صفوان. و تشترك هذه الجماعة مع سابقتها فى أن الايمان مسألة
يرجأ الحكم فيها الى الله.
3-
أما الصنف الثالث, فهو على حد تعبير البغدادى خارج عن القائلين بالجبر و الاختيار,
حيث ذهب هذا الصنف الى ارجاء العمل عن النية. ويذكر من هؤلا : اليونيسية والغسانية
والثوبانية والثومنية والمريسية
عرض
المسألة
-اختلافهم
فى الايمان :
اختلافهم
المرجئة فى الايمان ما هو اثنا عشرة فرقة:
-
الفرقة الأولى : يزعمون أن الايمان
بالله هو المعرفة بالله و برسله و بجميع ما جاء من عند الله فقط, و أن ما سوى
المعرفة من الاقرار باللسان و الخضوع بالقلب والمحبة لله ولرسوله والتعظيم (لهما),
والخوف منهما والعمل بالجوارح, فليس بايمان. ان مبدأ الانفصام بين الايمان تصديقا
بالله بالقلب و الاقرار به عملا وسلوكا ليعتبر أثرا من أثار الجهمية, و ليس من
الأصول الاسلامية فى شيئ. لقد زعموا أنّ الكفر بالله هو الجهل به, وهذا قول يحكى
عن (جهم بن صفوان).
وزعمت
الجهمية أيضا أن الانسان اذا أتى بالمعرفة ثم جحد بلسانه أنه لايكفر بجحده, و أن
الايمان لايتبعض ولا يتفاضل أهله فيه, وأن الايمان والكفر لايكونان الا فى القلب
دون غيره من الجوارح.
-
الفرقة الثانية من المرجئة يزعمون أن الايمان هو المعرفة فقط,
والكفر هو الجهل به فقط, فلا ايمان بالله الاّ المعرفة به, ولا كفر بالله الاّ
الجهل به, وأن قول القائل "ان الله ثالث ثلاثة" ليس بكفر, ولكنه لا يظهر
الاّ من كافر, و ذلك أن الله سبحنه أكفر من قال ذلك, و أجمع المسلمون أنه لا يقوله
الاّ كافر.
-الفرقة
الثالثة منهم يزعمون أن الايمان هو
المعرفة بالله و الخضوع له, وهو ترك الاستكبار عليه والمحبة له , فمن اجتمعت فيه
هذه الخصال فهو مؤمن. وزعموا أن ابليس كان عارفا بالله غير أنه كفر باستكباره على
الله, و هذا قول قوم من اصحاب " يونس السمرى" وزعموا أن الانسان و ان
كان لا يكون مؤمنا الا بجميع الخلال التى ذكرناها, قد يكون كا فرا بترك خلة منه,
ولم يكن يونس يقول هذا.
الفرقة
الربعة منهم وهم اصحاب " ابى شمر و
يونس " يزعمون أن الايمان المعرفة بالله والخضوع له, و المحبة له بالقلب
والاقرار به أنه واحد ليس كمثله شيئ, ما لم تقم عليه حجة الانبياء, وان كانت قامت
عليه حجة الانبياء, فالايمان (الاقرار بهم) والتصديق لهم, والمعرفة بما جاء من عند
الله غير دا خل فى الايمان.
و
لا يسمون كل خلصة من هذه الخصال ايمان ولا بعض ايمان حتى تجتمع هذه الخصال, فاذا
اجتمعت سموها ايمانا لاجتماعها, و شبهوا ذلك بالبياض اذا كان فى دابة لم يسموها
بلقاء و لا بعض أبلق حتى يجتمع السواد والبياض, فاذا اجتمعا فى الدابة سمى ذلك
بلقا اذا كان بفرس, فان كان فى جمل أو كلب
سمى بقيا. وجعلوا ترك الخصال كلها وترك كل خلصة منها كفرا, و لم يجعلوا الايمان
متبعضا ولا محتملا للزيادة والنقصان.
و
حكمى عن أبى شمر أنه قال : لا أقول فى الفاسق الملى فاسق مطلق, دون أن أقيد فأقول
فا سق فى كاذا.
و
حكمى (محمد بن شبيب و عباد بن سليمان) عن أبى شمر انه كان يقول : أن الايمان هو
المعرفة بالله والاقرار به و بما جاء من عنده و معرفة العدل, يعنى قوله فى القدر
ما كان من ذلك منصوصا عليه هو مستخرجا بالعقول مما فيه اثبات عدل الله و نفى
التشبيه و التوحيد, و كل ذلك ايمان, والشاك فيه كافر, والشاك فى الشاك كافر أبدا.
و المعرفة لا يقولون انها ايمان ما لم تصم القرار, و اذا وقعا كانا جميعا ايمانا.
و الفرقة الخامسة
من المرجئة (الثوبانية) أصحاب (أبى ثوبان) يزعمون أن الايمان هو اللاقرار بالله
وبرسوله, و ما كان لا يجوز فى العقل الا أن يفعله و ما كان جائزا فى العقل الا
يفعله فليس ذلك من الايمان.
و الفرقة السادسة
من المرجئة (النجارية ) يزعمون أن الايمان هو المعرفة بالله
الفرقة
السابعة من المرجئة( الغيلانية) أصحاب
غيلان يزعمون أن الايمان المعرفة بالله الثانى (المعرفة الناشئة عن نظر و استدلال)
والمحبة و الخضوع والاقرار بما جاء به الرسول و بما جاء من عند الله سبحانه و
تعالى, وذلك أن المعرفة الأولى عنده اضطرار, فلذالك لم يجعلها من اليمان. و ذكر
"محمد بن شبيب" عن الغيلانية أنهم يوافقون الشمرية فى الخصوة من الايمان
أنه لا يقال لها ايمان اذا انفردت, و لايقال لها بعض ايمان اذا انفردت, و أن
الايمان لا يحتمل الزيادة والنقصان.
و
أنهم خالفوهم فى العلم, و فزعموا أن العلم بأن الأشياء محدثة مدبرة ضرورية, والعلم
بأن محدثها ومدبرها ليس باثنين ولا اكثر من ذلك اكتساب, و جعلوا العلم بالنبى ص.م
و بما جاء من عند الله اكتسابا, وزعموا أنه من الايمان اذا كان الذى جاء من عند
الله منصوصا باجماع المسلمين, و لم يجعلوا شيئا من الدين مستخرجا ايمانا.
الفرقة
الثامنة من المرجئة أصحاب (محمد بن شبيب)
يزعمون أن الايمان الاقرار بالله والمعرفة بأنه واحد ليس كمثله شيىء, و الاقرار
والمعرفة بأنبياء الله و برسله و بجميع ما جائت به من عند الله مما نص عليه
المسلمون, و نقلوه عن رسول لله صلى الله عليه وسلم من الصلاة والصيام و أشباه ذلك
مما لا اختلاف فيه بينهم و لا تنازع .
ما
اتفق عليه المرجئة : و كان (محمد بن شبيب) و سائر من قدمنا وصفه من المرجئة يزعمون
أن مرتكبي الكبائر من أهل الصلاة العارفين بالله وبرسله المقرين به وبرسله مؤمنون
بما معهم من الايمان, فاسقون بما معهم من الفسق.
الرد
على المرجئة: من كتاب (أصول العدل و التوحيد) للقاسم بن ابراهيم بن اسماعيل الرس :
و ليحذر العبد أيضا هذه الطائفة من المرجئة فان قولهم من شرّ قول و اخبثه. وقد روى
عن رسول لله صلى الله عليه و سلم أنه قال : صنفان من تمة لعنوا على لسان سبعين
نبيا القدرية و المرجئة. قيل : ومن القدرية والمرجئة يا رسول الله ؟ فقا ل : أما القدرية فالذين
يعملون بالمعاصى و يقولون هى من عند الله و هو قدرها علينا. و أما المرجئة فهم
الذين يقولون الايمان قول بلا عمل. فهذان قولان فيهما ذهاب الاسلام كله ووقوع كل
معصية.
و
ذلك أن القدرية زعمت أن الله جل ثناؤه أدخل العباد فى المعاصى, و حملهم عليها, و
قدرها عليهم, و خلقها فيهم, فهم لا يمتنعون منها و لا يستطيعون تركها. و أما
المرجئة, فرخصوا فى المعاصى, و اطمعوا أهلها فى الجنة بلا رجوع ولا توبة, و
شككواالخلق فى وعيد الله, و زعموا أن من ارتكب كبيرة من معاصى الله مؤمن كامل
الايمان عند الله بعد أن يكون مقرا بالتوحيد.
والفرقة
التاسعة من المرجئة (أبو حنيفة واصحابه)
يزعمون أن الايمان المعرفة بالله و الاقرار بالله و المعرفة بالرسول والاقرار بما
جاء من عند الله فى الجملة دون التفسير .
و
ذكر "ابو عثمان الادمى " أنه اجتمع ابو حنيفة وعمر بن أبى عثمان الشمرى
بمكة, فساله عمر فقال له : اخبرنى عمن يزعم أن الله سبحنه حرم أكل الخنزير, غير
أنه لا يدرى لعل الخنزير الذى حرمه الله ليس هى هذا العين. فقال : مؤمن. فقال له
عمر: فانه قد زعم أن الله قد فرض الحجة الى الكعبة غير أنه لا يدرى لعلها كعبة غير
هذه بمكان كذا, فقال : هذا مؤ من. قال : فان قال : اعلم ان الله قد بعث محمدا و
أنه رسول الله, غير أنه لا يدرى لعله هو الزنجى. قال : هو مؤ من.
و
لم يجعل أبو حنيفة شيئا من الدين مستخرجا ايمانا, و زعم أن الايمان لا يتبعض و
لايزيد و لا ينقص ولا يتفاضل الناس فيه.
فأما
غسان و أكثر أصحابى أبو حنيفة فانهم يحكون عن أسلافهم أن الايمان هو الاقرار
والمحبة لله والتعظيم له و الهيبة منه و ترك الاستخفاف بحقّه, و أنه لا يزيد ولا
ينقص.
رأى
أبى البقاء : من أغرب ما قرات راى لأبى البقاء , و حسبنا ايراده, وهو يمثل نوعا من
التأويل الباطنى, حبا من أبى البقاء لأبى حنيفة وعصمة له من التهمة بالارجاء .
يقولو
أبو البقاء, تحت مادة "المرجئة" :
المرجئة
هم الذين يحكمون بأن صاحب الكبيرة لا يعذب أصلا, و انّما العذاب والنار للكفار.
والمعتزلة
جعلوا عدم القطع بالعقاب وتفويض العلم الى الله تعالى, يغفر ان شاء و يعذب ان شاء
على ما هو مذهب اهل الحق, بمعنى أنه تأخر للأمر و عدم الجزم بالثواب والعقاب .
و
بهذا الاعتبار جعل أبو حنيفة من المرجئة, و قد قيل له : من أين أخذت الارجاء؟ قال
: من الملا ئكة. قالو : لا علم لنا الّا ما علمتنا.
رسالة
أبى حنيفة : المرجئة, أهل العدل و أهل السنة : كتب الامام أبو حنيفة رضي الله عنه
رسالة الى عثمان البتى (عثمان بن سليمان بن جرموز, و كان من اهل الكوفة فا نقل
البصرة), ردا على رسالته التى كتبها اليه يسأل فيها عما أشاعوه عنه "بأنه من
المرجئة" و أن ذلك يسوء عثمان البتى و فقهاء العصر, و ذلك هو الذى حمل عثمان
على أن يكتب الى أبى حنيفة رسالته التى يعرب له فيها عن استيائه مما يشيعه الناس
عن اتهامه بعقيدة الارجاء, على أن القول بالارجاء, يصف صاحبه بأنه "مؤمن
ضال" و أن ذلك يشق على عثمان البتى.
الفرقة
العاشرة من المرجئة (التومنية أو
المعاذية) أصحاب " أبى معاذى التومنى" يزعمون أن الايمان ما عصم من
الكفر, وهو اسم لخصال اذا تركها التارك أو ترك خصلة منها كان كافرا. فتلك الخصال
التى يكفر بتركها أو بترك خصلة منها ايمان. ولا يقال للخصلة منها ايمان ولا بعض
(ايمان). و كل طاعة اذا تركها التارك لم
يجمع المسلمون على كفره, فتلك الطاعة شريعة من شرائع الايمان تاركها ان كا نت
فريضة يوصف بالفسق, فيقال له انه فسق ولا يسمى بالفسق, ولا يقال فاسق و ليس تخرج
الكبائر من الايمان اذا لم يكن كفر, وتارك الفرائض مثل الصلاة والصيام والحج على
الجحود, بها و الرد لها والاستخفاف بها كافر الله, و انما كفر للاستخفاف والرد
والجحود وان تركها غير مستحل لتركها متشاغلا مسوفا يقول : الساعة اصلى, واذا فرغت
من لهوى ومن عملى, فليس بكافر اذا كان عزمه أن يصلي يوما من الايام و وقتا من
الاوقات, ولكن نفسقه.
و
كان أبو معاد يزعم أن من قتل نبيا أو لطمع كفر, و ليس من أجل اللطمة والقتل كفر, و
لكن من اجل الاستخفاف والعداوة والبغض له. و كان يزعم أن الموصوف بالفسق من أصحاب
الكبائر ليس بعدو الله ولا ولى له.
وكل
المرجئة يقولون : انه ليس فى أحد من الكفار ايمان بالله عز و جل.
والفرقة
الحادية عشرة من المرجئة .
(المريىسية) اصحاب "بشر المريسي" يقولون : ان الايمان هو التصديق, لان
الايمان فى اللغة هو التصديق ,وما ليس بتصديق فليس بايمان.
ويزعم
ان التصديق يكون بالقلب و باللسان جميعا. والى هذا القول ذهب الراوندية, اصحاب
"ابن الراوندي". وكان ابن الرا وندي يزعم أن الكفر هو الجحد والانكار
والستروالتغطية وليس يجوز ان يكون الكفر الا ما كان فى اللغة كفرا,ولايجوز ان يكون
ايما نا الا ماكان فى اللغة ايمانا.
و
كان يزعم أن السجود للشوس ليس بكفر, ولكنه علم على الكفر,لأن الله عز وجل بين لنا
أنه لا يسجد للشمس الا كافر.
والفرقة
الثا نية عشرة من المرجئة
"الكرامية " اصحاب" محمد بن كرام " يزعمون أن الايمان هو الاقرار والتصديق باللسان دون
القلب, و انكروا أن تكون معرفة القلب أوشيئ غير التصديق باللسان ايمانا, و زعمواأن
المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مؤمنين على
الحقيقة, و زعموا أن الكفر بالله هو الجحود و الانكار له باللسان.
و
من المرجئة من يقول الفاسق من اهل القبلة لا يسمى بعد تقصى فعله فاسقا, و منهم من
يسميه بعد تقصى فعله فاسقا .
و
منهم من يقول : لاقول لمرتقد كبائر فاسق على الاطلاق, دون أن يقال :فاسق فى كذا, و
منهم من اطلق اسم الفاسق .[4]
الملاحظة
فهذه
الاقوال لمرجئة فى الايمان الذى لأجل تأخيرهم الاعمال من الايمان سموا مرجئة , و
أشهر كلا مهم :"لا تضرّ مع الايمان معصية , كما لا تنفع مع الكفر طاعة "
و معنى هذا أن المؤمن اذا عمل المعصية لا تؤثر على ايمانه أبدا , لأن العمل لا
يدخل فى الايمان , وأن الايمان عندهم ا لا مجرد الاقرار و المعرفة فقط, وكذالك
موقف الايمان مبني لا يزيد ولا ينقص . و بخلاف ذلك بأن الكفار اذا عملوا الصالحات
أو الطاعة لاتنفعهم أبدا, لأنهم ليسوا من المؤمنين . و اذا كان الأمر كذالك
فالعدالة الالهية فيما يتعلق بنظام لجزاء – الثواب والعقاب –فى الشريعة الاسلامية
لا تجرى كما يرام .
و
أن الامن ضد الخوف , يقال . أمن أمنا أمانا أمنة و امنا , فهو آ من و آمين
(والامانة: ضد الخيانة, وآمن به ايمانا : صدقه , والايمان الثقة واظهار الخضوع و
قبول الشريعة , والامين : القوي )[5]
و
يستعمل الايمان بثلاث صفات :
1 متعد بنفسه ؛ و يقال : آمنته أو اعطيته الأمان,
و آمنته :ضد أخفته. و لعل من ذلك قوله تعالى : ( أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف )[6]
2 متعد بالباء : يقال : آمنت بكذا. و لعل من ذلك
قول الحق ( و ما أنت بمؤمن لنا )[7],
أى بمصدق .
3
متعد باللام ؛ مثل قوله تعالى : ( قالو أنؤمن لك.....)[8]
أن
الايمان شرعا تصديقا بالقلب و الاقرار باللسان والاعمال بالجوارح
المراجع
1 صلاح الدين بن أحمد الادلبي, عقائد الاشائرة,
( القاهرة : دار السلام , 2007 ), ص 9 .
2
دكتور فيصل بدرعون, علم الكلام ومدارسه, ( مصر: مكتبة تعبير رافت, 1977 ), ص 125-128 .
3
الدكتور محمد ابراهيم الفيّومى, الخوارج والمرجئة, ( القاهرة : دار الفكر العربى,
2003 ), المجلد 1 , ص 140- 152 .
4
الاستاذ الدكتور نعمان عبد الرزاق السامرائى, التكفير فى القرآن و السنة قديما و حديثا,
( الرياض : مركز الملك فيصل للبحوث والدراسة الاسلامية, 1428-2007 ), ص 63-65
.
0 komentar:
Posting Komentar