معان إسم الفاعل.
إسم الفاعل: صفة تأخد
من الفعل المعلوم، لتدل على معنى وقع من الموصوف بها أو قام به على وجه الحدوث لا
الثبوت.[1]
وإسم الفاعل هو إسم مشتق للدلالة على من وقع منه الفعل.[2]
وإسم الفاعل هو مشتق من فعل موضوع لمن قام به الفعل بمعنى الحدوث.[3]
نقول مثلا: نام
الرجل، فهو نائم – يضرب الولد أخاه، فهو ضارب. فكلمة نائم اشتقت من النوم وتدل على
من وقع منه الفعل، وكلمة ضارب اشتقت من الضرب وتدل على من وقع من الفعل.
ومن غيره على صيغة
المضارع مغ ميم مضمومة وكسر ما قيل الآخر. مثلا : مدحرج – ومكرم – وغير ذلك.
أنواع إسم الفاعل
أولا- إسم الفاعل من إسم الثلاثى:
يصاغ إسم الفاعل من
الفعل الثلاثى المجرّد على وزن ( فاعل ) ككاتب. وإن كانت عين الفعل معلّة تنقلب فى
إسم الفاعل همزةً، فإسم الفاعل من ( باع يبيع، وصاد يصيد، وقام يقوم، و قال يقول):
بائع وصائد وقائم وقائل.[4]
ويأتى ‘سم الفاعل على
وزن (فاعل) من كل فعل ثلاثى مفتوح العين كالأمثلة السابقة (فيما عدا أفعالا قليلة
جدا مفتوخة العين مثل طاب وشاب وشاخ الخ ... فيأتى منها إسم الفاعل على أوزان
مختلفة). كما يأتى على وزن (فاعل) من كل فعل ثلاثى مكسور العين ومتعد (مثل ركِب
فهو راكب، وعلِم فهو عالم الخ ....)
أما إذا كان الفعل
مضموم العين. مثل: ضعُف – صعُب – جمُل الخ ....
أو إذا كان مكسور
العين ولازما. مثل : فرِح – حمِر – عطِش الخ ....
فإن إسم الفاعل لا
يأتى منه على وزن فاعلً، وإنما يأتى على أوزان أخرى مختلفة. مثل : ضعيف – صعْب – جميل
– فرح – أحمر – عطشان الخ .... ويسمى خينئذ بالصفة المشبهة بإسم الفاعل.[5]
ثانيا - إسم الفاعل من غير الفعل
الثلاثى المجرّد
يكون وزن إسم الفاعل
من الفعل المزيد فيه على الثلاثى، و من الرباعى، مجردا ومزيدا فيه، على وزن مضارعه
المعلوم بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة، وكسر ما قبل آخر، مثل : ( مُكرّمٌ
ومُعظّمٌ ومجتمع ومتكلّم ومستغفر و مدحرج ومتدحرج ومحرنجم ومُقسعرّ[6]
ومنقادٍ ومهتاجٍ[7] ومعين[8]
ومستفيد).
وشذّت ألفاظ جاءت
يفتح ما قبل الآخر، نحو: ( مسهب، ومحصن، و ملفح، ومهتر)، ومنها: سيل مُفعم.
وكذلك شذّت ألفاظ
جاءت من (أفعل) على (فاعل) : كأعشب المكان فهو عاشب، وأيفع الغلام فهو يافع وأورس
الشجر فهو وارس، و أبقل المكان فهو باقل.
وإن كانت غيى معلّة
لم تُعِلّها فى إسم الفاعل، تتبع فى ذلك مضاؤعه، فإسم الفاعل من : (أحوجنى الأمر
يُحوجنى، وأرواح اللحم يُروح، وأحوال الصبي يُحول وأخول الرجل يُخول.
وإن بنيت إسم الفاعل
من فعل معتل اللام، و كان مجرّدا من ( أل ) و الإضافة، حذفت لامه فى حالتى الرفع و
الجرّ، نحو : (هذا رجل داعٍ إلى الحق، منضو إلى أهله).
وإسم الفاعلى جارٍ
على معنى الفعل المضارع ولفظه، فإن قلت: ( خالد دائب فى عمله ) فهو فى معنى (يدأب
فيه) و (دائب) جارٍ على لفظ (يدأب) فى الحركات و السكنات.[9]
إعراب إسم الفاعل
يستعمل
إسم الفاعل مفردا ومثنى وجمعا مع التذكير والتانيث. ويعرب على حسب موقعه فى
الجملة.
مثل: -
من الإفضل أن تكونى مقتصدة (مقتصدة: خبر كان منصوب بالفتحة)
-
جاء مدرس واضح الخطّ:
يجرّ مضاف إليه لفظا فى محل رفع فاعل.
-
جاء القائد الفاتحُ
البلدِ: يجرّ مضاف إليه لفظا فى محل نصب مفعول به.
عمل إسم الفاعل
يأتى إسم الفاعل فى الكلم على أحد
وجهين:
1- إما أن يتجرد من الدلالة على القيام بحدث. وفى
هذه الحالة لا يعمل عمل الفعل.
مثل : جاء القاضى
– هو عامل ماهر – قبض على القاتل. (إسم الفاعل لا يدل على
حدث وإنما يدل على إسم أو صفة).
2- و
إما أن يدل على القيام بحدث ( إى يصح أن يقع فى موضوعه فعل بمعناه) وفى هذه الحالة
يعمل عمل الفعل، فيرفع فاعلا أو ينصب مفعولا به أو أكثر. ولا يكون ذلك إلا فى
الحالتين الآتيتين وبالشروط الموضحة فى كل منهما:[11]
(أ)
أن يكون محلى بأل
(بمعنى الذى، التى، الخ.....) وأن يليه ما كان مقدار أن يكن فاعل أو مفعولا به لو
وضعنا مكان إسم الفاعل فعلا بمعناه.
مثل : جاء الرجل الفاضل أخوه (أخوه : فاعل لإسم الفاعل
"الفاضل" لأن إسم الفاعل محلى بأل وذكر بعده فاعله. ويصيح أن نقول: جاء
الرجل الذى فضل أخوه).
مثل : يجب معاقبة
الخائن وطنه (وطن : مفعول به لإسم الفاعل "الخائن" لأن إسم الفاعل محلى
بأل وذكر بعده المفعول به. ويصيح أن نقول يجيب معاقبة الذى يخون وطنه.
(ب)
إن يكون مجردا من أل.
ويشترط لعمله فى هذا الحالة أن يدل على الحال أو الإستقبال ( أى يصح أن نضع مكانه
فعله المضارع) وأن يعتمد على شيئ قبله كأن يقع بعد نفى أو إستفهام أو مبتدا أو
موصوف.
مثل : الفلاح حارث
ثوره الإرض (ثوره : فاعل لإسم الفاعل "حارث" الأرض : مفعول به لإسم
الفاعل "حارث" – وقد عمل إسم الفاعل عمل الفعل لأنه مجرد من أل ودل على
الحال أو الإستقبال واعتمد على مبتدا قبله إذ يمكن أن نقول "الفلاح يحرث يوره
المراجع
أحمد، الأستاذ إمام سوباكر، قواعد
اللغة العربية، جامعة دار السلام الإسلامية: فونوروكو
الجرجانى، شيخ الإمام عبد القاهر، العوامل
المائة النحوية فى أصول علم العربية، دار المعارف: القاهرة.
الغلا ييني، شيخ مصطفى، جامع الدروس
العربية، دار البيان: بيروت – لبنان، 2008.
نعمة، فؤاد، ملخص قواعد الغة العربية،
دار الحكمة: دمشق.
[3] شيخ الإمام عبد القاهر
الجرجانى، العوامل المائة النحوية فى أصول علم العربية، دار المعارف: القاهرة، ص.
293.
[4] والأصل : (بايع وصايد
وقاوم وقاول) فأعلّت الواو والياء بقلبهما همزة. لأنهما أعلتا فى الماضى بقلبهما
ألفاَ.
[7] أصل منقادٍ ومهتاجٍ :
(منقود) بكسر الواو، و (مهتيج) بكسر الياء، قلبت الواو والياء ألفَا لتحركهما
واتفتاح ما قبلهما.
[8] أصل معين (معون)، بكسر
الواو، نقلت حركة الواو إلى الحرف الساكن قبلها، ثم قلبت ياء، لأنها صارت ساكنة
بعد كسرة.
0 komentar:
Posting Komentar