التحليل اللفظي
·
أول
بيت: المراد به أول بيت للعبادة ،فالبيت الحرام أول المسجد علي وجه الأرض ،وقد سأل
رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع الناس فقال :(المسجد الحرام ثم بيت
المقدس)
·
بكة:
اسم لمكة فتسمي (مكة) و(بكة) من باب الإبدال وقيل : (بكة) موضع البيت، و(مكة)
الحرام كله.
·
مباركا:
البركة معناها الزيادة و كثرة الخير وهي نوعان : حسنة و معنوية.
·
هدي
للعالمين: هدي مصدر بمعني (هداية) أي أن هذا البيت أي أن هذا البيت العتيق هو مصدر
الهداية والنور لجميع الخلق
·
مقام
إبراهيم: هو الحجر الذي قام عليه إبراهيم عليه السلام حين ارتفع بناء الكعبة وكان
فيه أثر قدمية.
·
آمنا:
أي أمن علي نفسه وما له. قال القاضي أبو يعلي: لفظه لفظ الخبر و معناه الأمر و
تقديره : ومن دخله فأمنوه.
المعني الإ جمالي
بيّن الله عز وجل
مكانة هذا البيت (البيت الحرام) وعدّد مزاياه وفضائله فهو أول بيت من بيوت العبادة
وضع معبدا للناس بناه إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام ليكون مثابة للناس
وأمنا، ثم بني المسجد الأقصي بعد ذلك بعدة قرون بناه (سليمان) عليه السلام، فالبيت
العتيق هو أول قبلة وأول معبد علي وجه الإطلاق، فليس في الأرض بناه الأنبياء أقدم
منه وقد عدّد الله من مزايا هاذا البيت ما يستحق تفضيله علي جميع
المساجد وأما كن العبادة، فهو أول المسجد، وهو قبلة الأنبياء ،وهو بلد الأمن
والاستقراروفيه الآيات البينات: الصفا، والمروة، وزمزم، والحطيم، والحجر الأسود،
ومقام إبراهيم، وفوق ذلك فأنّ الله عز وجلّ خصّه بخصائص فجعله مركز الهداية والنور
وفرض الحج إليه يأتيه الناس من أقطار الدنيا ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله
في أيام معلومات.
سبب النزول
ذكر(القرطبي) في
تفسيره عن (مجاهد) أنه قال: تفاخر المسلمون واليهود فقالت اليهود: بيت المقدس أفضل
وأعظم من الكعبة لأنه مهاجر الأنبياء وفي الأرض المقدسة، وقال المسلمون بل الكعبة
أفضل فأنزل الله هذه الآية.
لطائف التفسير
v اللطيفة الأولي:
الحكمة في اختيار البيت العطيق لفريضة الحج، أن الله تعالي جعله قبلة أهل التوهيد،
وأقام بناءه وشيّد دعاثمه أبو الأنبياء(إبراهيم) الخليل عليه السلام وهو المسجد
علي الإطلاق فليس ثمة معبد منه، وهو يقابل البيت المعمور في السماء، فاالبيتالعطيق
مطاف أهل الأرض، والبيت المعمور مطاف أهل السماء.
v اللطيفة الثانية:
من مزايا البيت العطيق، ذلك الأمن الذي جعله الله فيه، ولك ببركة دعاء إبراهيم
عليه السلام حيث قال (ربّ اجعل هذا بلدا آمنا).
الأحكام
الشرعيّة
§ الحكم الأول: حكم الجاني في الحرام؟
اتفق الفقهاء أن من جني في الحرام فإنه يقتض منه،
سواء كانت الجناية في النفس أم فيمادونه كالأطراف ، وعللوا ذلك بأنّ الجاني انتهك
حرمة الحرام فلم يعد يعصمه الحرام من القصاص، لأنه الذي أحدث فيه فيقتض منه.
واختلف فيمن جني في غير الحرم ثم لجأ إلي الحرام هل يقتص منه في الحرم؟ علي
مذهبين:
أ- مذهب الحنفية والحنابلة:
ذهب الإمام (أبو حنيفة) والإمام أحمد رحمهما الله إلي أنّمن اقترف ذنبا واستوجب به
حدا ثم لجأ إلي الحرم عصمه لقله تعالي (ومن دخله كان آمنا) فأوجب الله سبحانه
الأمن لمن دخله.
ب-
مذهب
المالكية والشافعية وذهب (الشافعية والمالكية) إلي أنّ من جني في غير الحرم
ثم لجأ إلي الحرم فإنه يقتص منه سواء كانت الجناية في النفس أو غيرها.
الترجيح
ولعل الرأي الثاني هو الأوجه والأرجح
§ الحكم الثاني: حكم حج الفقير والعبد؟
الفقير لا يجب عليه الحج لعدمالاستطاعة، ولكنه إذا
أدي الحج سقط عنه الفرض بالإجماع، وأما العبد فإنه إذا حج هل تسقط عنه الفريضة؟
أ- قال ابو حنيفة:
يقع حجه نفلا ويجب عليه أن يحج متي عتق، لأنه يشبه الطفل دون البلوغ فإنه إذا حج
ثم بلغ سن الرشد يجب عليه حجة الفريضة، كذلك العبد إذا حج عتق يجب عيه حجة
الفريضة.
ب-
وقال
الشافعية: يجزيه الحج قياسا علي الفقير، واستدل
بأن الجمعة لا تجب علي العبد فإذا صلاها سقط عنه الظهر، كذلك الحج أداه تسقط عنه
حجة الفريضة.
§ الحكم الثالث: هل يجب الحج أكثر من
مرة؟
ظاهر الآية الكريمة وهي قوله تعالي: (والله علي
الناس حجّ البيت) أن الحج لا يجب إلا مرة واحدة وهو رأي الجمهور إذ ليس في الآية
ما يوجب التكرار وقد أكد ذلك النبي صلي الله عليه وسلم بقوله في الحديث الذي رواه
أبو هريرة قال (خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: أيها الناس قد فرض الله
عليكم الحج فحجوا... فقال رجل : كلّ عام يا رسول الله؟ فسكت حتي قالها ثلاثا، فقال
رسول الله صلي الله عليه وسلم : لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ثم قال: ذروني ما
تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم علي أنبياهم فإذا أمرتم
بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه)
المراجع
أ- الصابوني, محمد علي, تفسير ايات الاحكام,
جزء الاول, دار الكتب الاسلاميةجاكرتا
0 komentar:
Posting Komentar