المقد مة
الانسان مخلوق ضعيف لا يمكن اًن يقوم تاًدية واجبة نفسه في هذه الدنيا رغم اًن الله قد وهب له لتاًديتها. فيه بالبحث عن شئ يقبض به الاٍعتقاد انه يحمله الى الحياة السعيدة حتىيخله من القلق ما يحوطه في الحياة
فيتعدّى الناس على القوّة ظنّها هائلة بل يري انها اكبر الها ثلاث من القوة النفسية للناس عموما.من اجل انه يحتاج الى التعامل لهذه الحياة. فالاعتداء عليها يكون املا من اخلال كل ما يهده بينه
انّ الناس مخلوق والله عاجز امام خالقه القلاد على كل شئ,بجانب ذالك كان الانسان ماًمورا باًن ياً يؤدّي وظيفتها و يجتنب عماّ نهاه الله تعالى.
وتقع افعال العباد للانسان حرّية للخيار على سبيل حياتهم و كلها من بوط عن ارادة الله تعالى وقد اختلف المتكلّمون في افعال العباد,منها امر الكسب والاستطاعة, و مرتكب الكبيرة, و عقاب الكفار,بعضهم يرون انّ الانسان مستطيع باستطاعة هي غيره[1]
وبعضهم يرون انّ صاحب الكبيرة ممّن لا يستحق العقاب العظيم ولا تجري عليه هذه الاحكام ولا يجوز ان يسمي كافر
وبعضهم يرون انّ صاحب الكبيرة ممّن لا يستحق العقاب العظيم ولا تجري عليه هذه الاحكام ولا يجوز ان يسمي كافر
وبعضهم يرون ان عقاب الكفار يعذبونفي قبورهم و يدخلون في نار جهىنّم.
هذه الامور الثلاثة هي: الكسب و الاستطاعة, و مرتكب الكبيرة , و عقاب الكفار اشتغلها كثيرا المتكلمون. لئلاّ يتسع البحث و الكشف عن افعال العباد عند المعتزلة و الاشعارى و الماتوريدى وما هي اوجه المقارنة بين فكرتي افعال العباد عندهم الفرقة الثلاثة؟
البحث
الاشعاري
ابو الحسن الاشعاري هو ابو الحسن علي بن اسماعيل ابن ابي بشر اسحاق بن سالم ابن اسماعيل بن عبدالله بن موسي بن جلال بن ابي بردة عامر ابن صاحب رسول الله ابي موسى الاشعاري ولد سنة ستين و مائتين بالبصرة ولقد عاش ابو الحسن الاشعاري فيما بين عام 260 324 ه اي في شطر الاّ خير من القرن 3 ه والربيع الاول من القرن الرابع. كما تقع في اواخر ايام الدولة العبسية.
و وضع الاصول مذهب الاشاعرة في السنة 300 تقريبا. بعد انفصل عن استاذه محمد بن عبده الوهاب الجبائ. كان ابو الحسن الاشعاري سنييا و درس الاعتزال وتبعه, و ناصر المحدثين في اكثر ارئهم في اصول العقائد.[2] و لما تبحر الاشعاري في كلام الاعتزال و وبلغ فيه الغاية. كان يورد الاسئلة على استاذه في الدرس و لا يجد فيها جوابا شافيا, فتحير في ذالك. ثم خرج من الاعتزال و تاب و وضع الاشعاري المذهب, و اقامه على اساس من التوفيق بين السلف والمعتزلة و كان نصيب مشكلة الصفات من هاذا التوفيق واضحا.
المعتزلة:
هم فرقة طائفة من اهل الكلام خلفوا كثيرا جمهور المسلمين في كثير من المعتقدات, فمنهم اتباع هاؤلاء الذين عرفوا بالجرائة على تاويل النصوص و عدم تقييد بظاهرها. و اذا نظرنا الى معنى اللغوي و الاصطلاحي لتعريف المعتزلة وجدنا ان الصلة وثيقة بين هما تماما.فاان هذه الفرقة التي سلكت غير مسلك الامة و خاصة اهل السنة و الجماعة, انفردت المنهجها الكلامي المميز, حتي ال امرها الى ضعف والانقطاع.ان المعتزلة في كتوبهم يرون ان مذهبهم اقدم في نشئته من" واصل بن عطا","عمر بن عبيد".
الماتوريدي
هو الاٍمام ابو المنصور محمد بن محمد بن محمود الماتوريدي. الماتوريدي نسبة الى القرية التى ولد بها و تسمى ماتوريد او ما تريت1. و ماتوريد او ما تريت قرية من قرى سمرقند في بلاد ما وراء النهر, فلذالك يقال: الشيخ الاٍمام علم الهدى ابو المنصور محمد بن محمد بن محمود الماتوريدي السمرقندي, كما يلقبونه احيانا امام الهدي, و امام المتكلمين, و كلها تدل على مكانته عند اصحابه و منزلته عندهم في العلم و جهاده في نصرة السنة و الدفاع عن العقيدة و احياء الشريعة3 ولا يذكر احد من المؤرخون تاريخ مولده, وان كان الدكتور اًيوب علي يرجح انه ولد حوالى عام 238 ه/752م , واستاذه الماتوريدي يعني محمد بن مقاتل الرازي الذي توفي عام 248ه/ 862م[3] , فان صح ذالك يكون الماتوريدي قد عاش ما يقرب من المائة عام, لان المؤرخون متفقون على انهم توفي عام 333ه/ 944م [4]
اراء المتكلمين فى افعال العباد
راي ابي الحسن العشعري بانه قال ان افعال العباد خلق الله و كسب من العباد بمنزلة الاسباب لمسببات ان افعال الحقيقي هو الله, واما الانسان الا للمكتسب للفعل الذي احدثه الله على يديه هذا الانسان. والعباد لهم قدرة و مشيئة و ارادة, لكنها داخلت تحت قدرة الله و مشيئته ارادته. كما قال الله تعالى" وماتشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين"[5]
فالمضاف الى الله تعالى هو خلقها والمضاف الى العباد و الذي عليه الحمد والذم و كسبها. كما قال الله تعالى"لها ما كسبت و عليها ماكتسبت" [6]و اثبت الاشعري انحاز الى اهل السنة و الجماعة.
والله قد اراد جميع الافعال العباد خير ما شرّ ما ونفعها ضرّها واراد من العباد قد كتب في لوح المحفوظ مع هذا فاٍن العبد قادر على افعاله اذا الانسان يجد من نفسه تفرقة ضروريّة بين حركات الرعدة و الرعشة و بين حركات الارادة والاختيار. و تفرق عند الاشعار راجعة ان الحركات والاختيارية حاصلة بحيث تكون متوقفة على اختيار القادر, و من هنا قال الاشعري ان المكتسب هو المقدور بالقدرة الحادثة, و الحاصل تحت هذه القدرة الحادثة.
اما راًي المعتزلة في افعال العباد بان الانسان خلق لاًفعاله بان بعض الافعال الانسانية شر, ولما كان الله لا يصدر عنه ما هو شرّ, فيستحيل ان تكون تلك الافعال الانسانية صا درة عن الله تعالى, فهي صادرة اذن عن الانسان
ارتاًي اهل السنة و الجماعة على العكسى من المعتزلة, ان افعال العباد كلها مخلوقة الله, و الله يخلق افعال العباد كلها خيرا كانت او شرّ, فى راي اهل السنة و الجماعة جميع افعال العباد مخلوقة الله تعالى,يدل عليه قال الله تعالى" والله خلقكم وما تعملون[7]
و قال المعتزلة"العباد يخلقون افعالهم, و يحدثون افعالهم , ويقدرون على اعمالهم من غير مساعدة الله و هذ القول كما قال القاضي عبد الجبار. و هذا الراي مم لا يتفق لنا لاًن الناس عاجز امام خالقه ولا يقدرون العمل من غير مساعدة الله وهذا كذالك يختلف براًي الاشعري: باًنّ العباد خلق الله.
و فى مسئلة افعال العباد لقد بدات بدورها_ هل العباد مختار فى افعاله تجري اعماله على حسب رعباته او انّه خاضع بسلطان.
و يتوسط الاشعاري في افعال العباد , فيقول بن عساكر:و كذالك قال جهم بن صفوان: العبد لا يقدر على احداث شئ و لا على كسب شئ . وقلت المعتزلة : و هو قادر على احداث و الكسب معا. فسلك رضي الله عنه طريقة بينهما فقال : العبد لا يقدر على الاٍحداث و يقدر على الكسب , و نفي قدرة الاحداث واًثبت قدرة الكسب.
و اماّ راًي الماتوريدي فى خلق الافعال و موقف منها انّه يعرّض اهل الجبر , الذين اضافوا كلّ الافعال الى الله , و منها افعال العباد.على نحوى ما اضيف اليه خلق كلّ شئ فى الجملة , و لا يجوز ان يكون اضافتها الى الله مجازا. لانّه الفاعل الحق الذى لا يعجزه شئ و انها تضاف الى الخلق على سبيل المجازى , ثم انهم راًوا ان تحقيق الفعل لغيره تشابها فى الفعل , و قد نفي الله ذالك بقوله "ام جعلوا الله شركاء خلقوا كخلقه."[8]
خطاء المعتزلة في اضافة معنى الخلق للعبد: يرى الماتريدي ان المعتزلة باٍضافتهم الافعال للعباد قد اضافوا معنى الخلق لهم , اذ ان معنى فقل لللّه هو الابداع والاخراج من العدم الى الوجود ولقد جعلت للعبد قدرة على الكسب فلم تجعل الله, فصار العبد اعظم قدرة من الله و ايضا جعلوا للعبد قدرة على منع . ولم يجعلوا لللّه قدرة على منع فعل العبد[9] و لكنّ ما مدى صحة ذالك الاتهام؟ و للاجابة عن هذا فذكر راًى المعتزلة لنعرف هل اضاف معنى الخلق الذي ذكره الماتوريدى .
و لقد تراجح المعتزلة عن اطلاق لفظ للخلق على فعل العبد و قالوا بان الانسان محدث مخّرع لاًفعاله على الحقيقة دون المجاز[10] والواقع انّ الخلاف بين الماتوريدوى و المعتزلة لا يرجع الى اطلاق لفظ الخلق على فعل العبد و انما يرجع اساسا الى ان المعتزلة تضيف الافعال للعبد و انهم فاعلون على الحقيقة , اما المتوريدى فمعنى الانسان فاعل عنده انه مكتسب والانسان ليس فاعل على الحقيقة. اما اتهام الماتريدى للمعتزلة بانه يضيفون قدرة للعبد اعظم من قدرة الرب , فاٍن ما يدفعه اًن المعتزلة تقول بان قدرة العبد على افعاله انما هى من منح الله على العباد , فكيف يمكن القول مع هذا انهم يضيفون قدرة للعبد اعظم من قدرة الله.
اراء المعتزلة و الاشعري و الماتريدى في مرتكب الكبائر
اجمعت الامة ان افعال العباد تشمل الصغائر و الكبائر فيما عاد الخوارج الذين قالوا بان كل ذنب كبيرة و قد راًى الاشعري بان مرتكب الكبيرة مؤمن و ليس بكافر لاًنه يتصف بالاٍ يمان، فهو متصف بالتصديق بالله تعالى ولا معنا للاٍيمان بالله تعالى سوى التصديق . وهذا ان الايمان و هو التصديق و ليس داخلا فى العمل , و ان مرتكب الكبيرة مؤمن بما لديه من التصديق , و ايضا هناك نصوص تدل على نفي الممانعة بين الايمان و فعل الكبيرة و على سبيل المثال قوله تعالى " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا "[11] وان الله تعالى سماهم مؤمنين و لم يزلوا اسم الايمان عن صا حب الكبيرة وراًى الاشعري ان مرتكب الكبيرة من اهل الصلاة و دوام على صغيرة فهو من مؤمن و ليس بكافر بل فاسق , و من فعل صغيرة واحدة فهو عاص و ليس بفاسق [12] و قد اختلفوا مواقف على حكم مرتكب الكبيرة , هل يخلّد في النارى ام خرج من الدنيا بلا توبة ام يجوز ان يعفوا الله عنه؟
ذهب اهل المعتزلة ان مرتكب الكبيرة يخلّد فى النار فلا عفو من الله تعالى. و ذهب الاشعري الى جواز الاستحقاق المؤمن العقاب فى الاخرة على زلّته والله ان يعاقب مرتكب الكبيرة بعدله لكنه لا يخلّد فى النار , بل يعاقب على قدر ذنبه ثم يخرج من النار , والله ان يغفره بفضله و عفوه و لا يدخل النار اصلا . و يتوسط الاشعرى فى امر مرتكب الكبيرة فنقراً فى تبيين كذب المفتري : و كذالك قالت المرجئة من اخلص الله سبحانه و تعالى مرة فى ايمانه لا يكفر بارتداد و لا كفر و لا يكتب عليه كبيرة قطّ . و قالت المعتزلة : ان صاحب الكبيرة مع ايمانه و طاعاته لا يجرج من النار قطّ . فسلك رضي الله عنه طريقة بين هما وقال : المؤمن الموحّد الفاسق هو فى مشيئة الله اٍن شاء عفى عنه و اًدخله الجنة , واٍن شاء عاقبه بفسقه ثم ادخله الجنة[13] والى مثل ذالك ايضا يذهب الماتريدي فنقراً فى كتاب التوحيد ثم نذكر ما قيل فى الكبائر فاٍنها اذا صارت بحيث احتمال العفول , فما دونها من الصغائر اولى . وبما للقول به فيها الاختلاف اثر بين فى الامة فصرف الكلام اليه احق.[14] و يعرض الماتريدى لاختلاف المسلميين فى امر المرتكب الكبائر .
الٍاستنباط
فى افعال العباد عند الاشعاري: ان افعال العباد خلق الله و كسب من العباد بمنزلة الاسباب للمسبّبات, اي ان الفاعل الحقيقي هو الله.
واّما افعال العباد عند المعتزلة: بان الاٍنسان خالق لاًفعاله بان بعض الاًفعال الاٍنسانيّة شرّ, ولماّ كان الله لا يصدر عنه ما هو شرّ, فيستحيل تلك ان تكون تلك الافعال الانسانية صادرة عن الله.
واما افعال العباد عند الماتوريدي: ولا يجوز ان تكون افعال العباد اضافتها الى الله مجازا لاًنه الفاعل الحق الذى لا يعجزه شئ وانّها تضاف الى الخلق على سبيل المجاز.
واما مرتكب الكبيرة عند الاشعاري: انها مؤمن وليس كافر, لاًنه يتصف بالايمان, فهو متصف بالتصديق بالله تعالى, ولا معنى للاٍيمان بالله تعالى سوى التصديق.
واما مرتكب الكبيرة عند المعتزلة: ان مرتكب الكبيرة بين منزلتين لانهم مؤمن ولكن يعملون ذنبا كبيرا.
واما مرتكب الكبيرة عند الماتوريدي: فنقراً فى كتاب التوحيد قيل فى الكبائر فانها اذا صارت بحيث احتمال العفو, فيعرض الماتوريدي لاختلاف المسلمين فى امر المرتكب الكبائر ويحمل حملة عنيفة عن الخوارج و المعتزلة اذ يقول ان مرتكب الكبيرة كفرة على قولهم, مستوجبون للخلود فى النار واما المؤمنون باية الله وصفوه عفوا غفورا راحيما.
المرجع
محمود, حسين. 342 الابانة عن اصول الديانة لابي الحسن الاشعاري الجز الاول و الثاني. القاهرة, دار الكتب.
علي بن سعد بن صالح الضوحي. اراء المعتزلة الاصولية. مكتب الرشد.
الامام احمد بن حسن بن ابي هاشم الناشر, مكتبة وهبة.
علي عبد الفتاح المغريبي. امام اهل السنة و الجماعة, ابو منصور الماتوريدي واًراؤه الكلامية. مكتبة وهبة.
الذكتور عبد الرحمان بدوى , مذاهب الاسلامية الجوزء الاول,مكتبة دار العلم للملابيين.
0 komentar:
Posting Komentar